أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الجمعة، 25 فبراير 2011

أنين المظلوم ..

« وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين »..
كلمات رهيبة مجلجلة ذات وقع عظيم بالنفوس صادرة من رب الأكوان ومن فيها، تعطي وعداً صادقاً أكيداً لا غبار عليه أو أدنى درجة من درجات الشك بعدم الوفاء به.. تعطي الوعد على أن النصرة للمظلوم في الطريق لا محالة، عاجلاً أم آجلاً.

   الظلم ظلمات يوم القيامة.. قد يتنعم الظالم في الدنيا بنعيمها ويتلذذ بها وهو لا يدري كم من الدعوات الصادقات الخالصات ترتفع في جوف الليالي إلى السماء الدنيا، في الوقت الذي يتنزل رب العزة والجبروت إلى هذه السماء ليجيب دعوة السائلين والمظلومين وأصحاب الحاجات وطالبي المغفرة والرحمة وغيرها من حوائج الدين والدنيا.

   ما حال ذاك الظالم الذي يكون على شكل رئيس أو مدير أو صاحب مال أو غيرهم؟ كيف تكون حاله وهو في فراشه متدثراً نائماً، ودعوات الذين تعرضوا لظلمه ترتفع سريعاً ساخنة ليس بينها وبين الله حجاب؟

  أأمن مكر الله؟ أفأمن أن يأتيه بأس الله وهو نائم متدثر بدثاره؟ أأمن هو في نومه بالليل وقد تسبب بطرد النوم عن أجفان من ظلمهم في النهار؟ هل يأمن قوة وتأثير تلك الدعوات لو أن الجبار استجاب لها وتقرر في السموات العلى أن تكون الاستجابة فورية؟

  إن ما يلطّف أجواء المظلومين ويخفف عنهم وطأة الظلم الذي يقع عليهم من بشر مثلهم، هو إيمانهم العميق بوجود خالق جبار منع عن نفسه الظلم، ولا يرضاه كذلك أن يسود بين عباده.. كما أن ما يخفف عنهم وجود يوم آخر أو يوم قيامة، حيث يأخذ كل ذي حق حقه.. نعم، قد يكون الظلم شديداً إلى درجة أن تجد المظلوم يتحرق شوقاً لرؤية ظالمه وهو يتعذب أمامه في الدنيا قبل الآخرة، ولكن مع هذا، فإن الله أدرى من دون شك بالوقت المناسب لأن يقتص المظلوم من ظالمه.

   إنني وعلى استحياء شديد أقول لكل مظلوم:

   اصبر فإن فرج الله آتٍ ولو بعد حين، قصر أم طال. إنني أدرك تماماً شعور المظلوم، وربما أن كثيرين يدركون ويشعرون بنفسيات المظلومين، وكيف أن المظلوم غالباً ينتظر الاستجابة لدعوته، ولكن مع ذلك الصبر أفضل، رغم علمي أن الصبر في مثل هذه الأحوال أمر في غاية الصعوبة، نظراً للآلام النفسية التي تحيط بالمظلوم وتنغِّص عليه عيشته وحياته، لكن حضرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علمنا دعوات في حالات كهذه، لتفريج الهم والغم ورفع الظلم، والتي تعين كثيراً في مواقف ظالمة سوداء حالكة السواد تأخذ بالألباب والأفئدة. 
وسلامتكم من كل ظلم وظالمين .. 

ليست هناك تعليقات: