أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأحد، 10 أبريل 2011

لا تنتظر الشكر والثناء ..


    إعمل الخير وارمه في البحر.. أو هكذا يقول العامة في أمثالهم الشعبية الحكيمة. هذا المثل يدعو بالطبع إلى بذل الخيـر والمعـروف للآخرين، والمساهمة الفاعلة في تخفيف الآلام وتفريج الكربات ومساعدة المحتاجين، من دون أن يكون انتظارك لكلمة شكر أو ثناء عائقاً في سبيل تقديم المزيد.
   
    الأصل أن تقوم بعمل الخير والصالح من الأعمال مع الآخرين لهدف واحد لا يجب أن يشاركه هدف آخر، هو إرضاء الله عز وجل، وأن تأمل وتتمنى فيما يأتي من بعد رضا الله عليك، والمتمثل في ثنائه عليك عند الملأ الأعلى، وتغاضيه عن ذنوبك، وبالتالي دخول الجنة والنجاة من النار. 
   
   هذا الكلام لمن يوقن بالآخرة وبالبعث والحساب وقلبه مطمئن بالإيمان. ولكنّ هناك آخرين غير ذلك، ولا يقنعهم مثل هذا الحديث. أعني أنهم إلى الماديات والمحسوسات أقرب، بمعنى أنك تريد إقناعهم بالاستمرار على تقديم الخير والبذل والعطاء بأمور محسوسة غير تلك الغيبية غير المحسوسة، ولأن هناك كثيرين أيضاً من المؤمنين تأخذهم الدنيا أحياناً وينسون الغد وهو الأهم فيما نقوم به من أعمال دنيوية. 
   
   أقول بشكل عام، إن انتظار الشكر والمديح والثناء من الذي تقدم له معروفاً أو خيراً، يكون سبباً رئيسياً في أحيان كثيرة في التوقف واليأس أو الشعـور بعدم جدوى ما تقوم به، وخصوصاً أن النفس الأمارة بالسوء مع القرين السيئ، يدخلان من هذا الباب، ويعملان عملهما في دفعك إلى عدم السعي في هذا الطريق. 
   
   أنت في حياتك لا بد أن تثق تماماً في أن ما تقوم به من الخير والسعي في حاجة الآخرين، إنما هو إشباع لرغبة داخلية أصيلة فيك متمثلة في الإحساس بالسعادة، التي تكون حين يسعد الآخرون. قد لا تشعر بهذه الرغبة بشكل مباشر، ولكنها موجودة متأصلة فيك، ولا تشعر بها إلا حين تبدأ فعلياً في ممارسة أمور هي بمثابة المحركات والدافعات للإحساس بالسعادة الكامنة فيك، والمتمثلة في أعمال الخير. 
   
   لهذا افعل الخير قدر المستطاع ولا تنتظر الثناء والشكر من أحد، فالسعادة الحقيقية هي في عمل الخير بنفس راضية . جرّب وأسعد نفسك. 


ليست هناك تعليقات: