أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

الصراع هو الحياة !!


                                       
 هل الصراع أمر لابد منه أو لا مفر منه أو ضروري في هذه الحياة ؟
 لنطرح السؤال بشكل آخر : 
هل الصراع هو الحياة ذاتها ؟
 سأجيب على السؤال والإجابة هي خلاصة الموضوع لمن أراد أن يقف ها هنا ولا يكمل بقية الموضوع ..
  
 نعم ، الصراع هو الحياة.. والحياة تعني التغيير وعدم البقاء على حالة واحدة ..
ولكن لماذا الصراع هو الحياة ؟ سؤال آخر يحتاج إلى تفاصيل ،
 فإن كنت مهتماً بالتفاصيل ، إليك ما تطلب وتسأل ..
     
   الصراع  واحد من قوانين هذا الكون ونواميسه العديدة ، أو هو سنّة من سنن هذه الحياة ، فبدون صراع لا تكون هناك حياة .. والصراع هو العامل الأهم أو السبب الأول في إحداث سنّة التغيير .. هذا التغيير الذي لا بد منه في حياتنا الدنيا ، والذي بدونه أيضاً لا تستقيم حياة.. هذه حقيقة أولى .
     
   الصراع مهم والتغيير أهم ، وهما طرفا معادلة حياتية ، فحيثما يكون صراع ، لا بد وأن تكون النتيجة الطبيعية هي التغيير ، بغض النظر عن نتائج وماهية ذاك التغيير ، سلباً كانت  أم إيجاباً .. وهذه حقيقة ثانية.  
   
   حين نفهم الحقيقة الأولى والثانية بشكل عميق ، نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً حينما نرغب في تحليل ما يقع أمامنا من صراعات وأحداث على كافة المستويات وفي كافة المجالات . وبدون فهم تلك النقطتين ستكون تحليلاتنا ورؤيتنا للأحداث والصراعات ناقصة أو يشوبها الكثير من الشوائب ، وبالتالي تكون نتائجها غير منطقية ، أو لا يمكن أن ترتقي إلى مصاف التحليلات المنطقية القابلة للتصديق والاقتناع بها .
    
   خذ مثالاً بسيطاً جداً كبداية على فهم الموضوع .. وليكن هذا المثال أحد الصراعات التي تحدث في أي موقع عمل .. ستجد أن في القسم الذي تعمل فيه مثلاً  ، الكثير مما نتحدث عنه .. حيث تجد هنا صراعاً بين اثنين من الموظفين من درجة وظيفية واحدة على صلاحية معينة ( لأجل التغيير ) ، وهناك صراع آخر بين رؤساء الأقسام في فهم وتطبيق إحدى تعليمات المدير العام ( لأجل التغيير ) ، وليس بالضرورة ها هنا أن يكون الصراع  سلبياً أو كما توحي الكلمة بذلك غالباً ، بل يمكن أن يكون الصراع إيجابيا بنّاء أيضاً ، كأن يكون بين رؤساء الأقسام مثلاً في تحقيق المطلوب منهم من أعمال طلبتها الإدارة العليا ، فيكون هناك صراع في المنافسة من أجل الفوز بالثناء وما يمكن أن يتبع ذلك الثناء من تقديرات معنوية وربما مالية قيّمة ..

   ما الذي يدفع بأولئك الاثنين من الموظفين إلى الصراع من أجل كسب صلاحية معينة في العمل ؟ وما الذي يجعل هناك صراع بين رؤساء الأقسام في العمل ؟ إنه بكل تأكيد الرغبة في" المكاسب " ، بغض النظر ها هنا عن الغرض من المكاسب ، شخصية تكون أم لصالح العمل في نهاية الأمر . المهم أن الرغبة في المكسب بعينه ( وهو ما نسميه بالتغيير ) ،  حرك المياه الراكدة في العمل وأحدث نوعاً من الصراع بين طرفين .. لماذا ؟ ( لأجل التغيير ) .
    
   خذ مثالاً أكبر للصراع الذي يكون على مستوى الدول، فإن أي صراع بين دولتين مثلاً ، فإنه غالباً على مكاسب معينة ( لأجل التغيير ) .. إما تحقيق مكسب جديد أو تعـزيز مكسب موجود ، وأنظر إلى كل أنواع المكاسب التي يمكن أن تتصورها .. وهكذا الأمر على مستويات أكبر وصراع الحضارات لتحقيق سنّة التدافع والتداول ، تحقيقاً لقوله سبحانه " وتلك الأيام نداولها بين الناس" .. لابد أن تسود حضارة وتزول أخرى ، لماذا ؟ ( لأجل التغيير ) ، وهذا التغيير بكل تأكيد من أجل خير الأرض ومن عليها ..      

ليست هناك تعليقات: