أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الاثنين، 2 يناير 2017

أطفالنا وحفظ القرآن

  كثير من الدراسات حول قدرات ومهارات الطفل تؤكد أن الطفل منذ السن الثالثة، تبدأ معه قدرات الحفظ بالبروز. وتستمر هذه القدرة بكفاءة واضحة حتى سن السادسة، حيث تبدأ تقل تدريجياً.

  لاحظ أن في بعض البلدان ومنذ فترة طويلة إلى يوم الناس هذا، كالهند وباكستان وبنغلاديش، يبدأ الأهالي في تحفيظ أبنائهم القرآن الكريم منذ الثالثة، بل كثيرين منهم في بنغلاديش على سبيل المثال، يستمر أبنائهم في حفظ القرآن حتى نهايته، ومن ثم يبدأ الطفل في الدراسة النظامية.

  مرحلة الروضة حالياً عندنا وفي كثير من بلدان العالم العربي، لا تستثمر قدرات الطفل في مسألة حفظ القرآن الكريم. بل تجد اليوم مناهج متنوعة لمرحلة رياض الأطفال، تعتمد على تعليم الأبجديات الإنجليزية والعربية، مع الإكثار من اللعب والرسم، وهذا شيء جميل.

   الأجمل من ذلك، لو نخصص الجزء الأكبر من المساحة الزمنية لأطفال الروضة في الحفظ، وليس أي حفظ. إنما القرآن وليس الأناشيد والأغاني فقط، لما في حفظ القرآن من إيجابيات كثيرة على الطفل في قادم أيامه، منها استقامة لسانه، والدخول في التعليم النظامي الابتدائي بحصيلة لغوية وفيرة ملحوظة، ستكون نتائجها باهرة كلما تقدم في مراحل التعليم.  


 السنوات الثلاث الأولى للطفل مع سنوات ثلاث أخرى في المرحلة الابتدائية، أرى أهمية التركيز فيها على حفظ القرآن، بل لم لا تكون مادة التربية الإسلامية في الصفوف الثلاث الأولى الابتدائية تقتصر على حفظ القرآن، دون اغراق الطفل في معلومات دينية إضافية، فإذا ما دخل الصف الرابع يتم البدء معه في أمور يبدأ يدركها كالصلاة وما يرتبط بها، مع الاستمرار في منهج حفظ القرآن.. وهكذا يتم التدرج معه في فهم الدين حتى السادس الابتدائي.

  نريد أجيالاً تحفظ كلام الله وتفهمه وتستوعبه منذ الصغر. حتى إذا ما شب الطفل في الإعدادية، يكون قد تهيأ لتذوق جماليات اللغة العربية، فيبدأ بحفظ الأشعار والحكم، ويتعلم فنون وقواعد اللغة بطريقة محببة للنفس.. وهكذا نضمن أن يصل الطالب للثانوية وفي جعبته الكثير من القرآن واللغة.. وهل بغيرهما نرتقي ونتطور؟
                                                                         


ليست هناك تعليقات: